الأربعاء، 4 يونيو 2008

الحلقه الخامسه ........ يلا بقا هتخلص امتى ؟؟

خرج ياسر من محل الهدايا بعد أن اشترى هديه شديدة الرقة ليارا ..و بالطبع لم ينس أن يشتري معها شنطة الهدايا ....

نزل ياسر من المشروع على البحر..حيث يقع المول الفخم الذي تقع الكافيتريا الكبيرة في الدور الأرضي منه ..و هو يحمل الهدية الغالية التي اشتراها لأميرته كما يتصور

لم يكن يشعر أنه يسير على قدميه ..و يمشي بهما على الأرض..وإنما شعر بأنه يطير بجناحين في عالم آخر .. شوقاً إلى رؤية تلك الحبيبة التي.. على حد اعتقاده.. قد ملكت عليه قلبه و عقله ..و كل مشاعره !!!



سارع ياسر بعبور الشارع بسرعة و بنصف تركيز طبعاً ..إن لم يكن أقل!!..

لكنه تنبه فجأة إلى سيارة مسرعة جداً قادمة تجاهه .. و كاد قلبه يتوقف عن الحركة تماماً .. لكن في لمح البصر ..لم يشعر إلا بذراع قوية التفت بسرعة حول وسطه..و جذبته بقوة شديدة إلى الوراء ..لدرجة أنه ارتطم بعامود الاضاءة من ظهره ..بينما واصلت السيارة المسرعة طريقها في سلام ..غير أن شخصاً ممن كانوا بها قد ناداه بصوت غاضب و مرتفع : يا مسطول!!! كنت حتموت و تودينا في داهية!!!

تسارعت دقات قلب ياسر بسرعة و تسارعت أنفاسه كذلك .. في خضة شديدة و ذعر لم يفهم معهما شيئاً مما حدث ..

تنبه فجأة على يد ..توضع على كتفه .. و صوت خاطبه بثقة..و اهتمام..رغم أنه ينهج هو الآخر : أنت كويس؟؟

رفع ياسر بصره ..وسط ذهوله و ذعره الشديد ..ليجده شاباً رياضي القوام إلى حد كبير.. يبدو في مثل عمره تقريباً ..شديد الأناقة ..و بطبيعة الحال .. أدرك ياسر بعد تفكر قليل أنه من أنقذ حياته منذ ثوان من موت محقق..

أدرك الشاب حالة الذعر التي فيها ياسر ..فابتسم له بود ..و خاطبه بنوع من التأنيب بابتسامة : حرام عليك يا راجل !! أنت كنت حتموت نفسك فعلاً ..إيه ؟؟ أنت ما كنتش شايف ولا إيه؟؟

خفض ياسر رأسه ..وهو يحاول استعاده تركيزه الذي تشتت تماماً في بحر ثوان .. ثم ابتلع ريقه بصعوبة ..قائلاً بنفس متقطع ..: أنا ..أنا ..متشكر..أنت أنقذت حياتي ..أنقذت حياتي بجد ..

الشاب بهدوء و وود : طيب خذ نفسك بس….تعال .. تعال ..أشربك أي حاجه ساقعة تهدئ أعصابك من الكشك ده .. _ مشيراً إلى كشك صغير بجوار عامود الإضاءة_ ..

ياسر : لا..أنا ..أنا ..أنا عندي ميعاد في الكافيتريا ..و حطلب أي حاجه أول ما أدخل ..

الشاب بحرص و ود شديدين: يا راجل ..اسمع الكلام ..أنت أعصابك متوترة جداً ..أنت مش شايف وشك لونه إيه ؟..و بعدين هو أنت معقول تقابل أي حد و أنت شكلك كده ..؟؟ لازم تهدأ شوية و بعدين تدخل..



شعر ياسر باقتناع شديد بكلام الشاب .. لاسيما أن المقابل هو الحبيبة المجهولة.. و ليس من المنطق أن تراه لأول مرة في حياتها وهو بهذه الحالة المذعورة !!!!!



جلس ياسر على واجهة سيارة كانت راكنة بجوار الكشك ..وتناول العصير البارد ببطء و في شرود عميق في الموقف القريب..و الغريب.. الذي كاد أن ينهي حياته كلها في بحر ثوان.. و راح يتخيل رغماً عنه..كيف كانت الأمور ستسير لو لم تكن الأرض قد انشقت عن ذلك الشاب النبيل الذي أنقذ حياته ..

تنبه على صوت الشاب الذي كان يقف إلى جواره يخاطبه : حاسس أنك ..أحسن دلوقتي؟؟

ياسر: هه.. أنا مش عارف أشكرك إزاي ..

الشاب بابتسامة وهو يبتلع بعض العصير : يا بني تشكرني على إيه ..أي حد مكاني كان لازم حيعمل اللي أنا عملته ..بس اللي أنا فعلاً مستغرب له ..حالة عدم التركيز العجيبة اللي أنت عديت الشارع بها .. أنت فعلاً ما كنتش شايف السيارة ..ولا حاسس بها خالص..

صمت ياسر في شئ من الإحراج و لم يجيب ..

ابتسم الشاب في تعجب..و كأنه يخمن تقريباً السبب لاسيما في وجود تلك اللفافة التي تنطق بأنها هدية لشخص عزيز و رقيق !!.. و واصل تناول العصير ..

انتهى ياسر من تناول علبة العصير التي كانت في يده ..و تلفت حوله باحثاً عن أي باسكيت للقمامة بدلاً من أن يرميها في الشارع .. لكنه لم يجد ..فأوشك أن يضعها على جانب الطريق .. لكن الشاب الآخر الذي فهم الموقف بلا كلام خاطبه بابتسامة وود : هاتها ..هاتها ..ثم أخذها منه..و إذا به ..يخرج ريموت سيارة صغير من جيبه و يفتح السيارة .. و يضعها في الباسكيت الصغير المخصص للقمامة فيها و يغلق السيارة مرة أخرى..

تنبه الشاب إلى نظرة التعجب اليسيرة التي على وجه ياسر .. فأردف بابتسامة : ما هي دي عربيتي ..

ابتسم ياسر في هدوء ..ثم نهض من على واجهة السيارة ..و نزل ..قائلاً للشاب : متشكر جداً على إنقاذك لحياتي .. ثم يردف بابتسامة ودودة : و متشكر كمان على العصير ..

ابتسم الشاب بود و ذوق ..و بنفس الأسلوب الواثق الهادئ: لا شكر على واجب يا سيدي ..

ابتسم ياسر .. وهم بالمغادرة لكن الشاب ناداه بسرعة : يا كابتن نسيت الشنطة دي

تناولها ياسر شاكراً و حاول استجماع تركيزه من جديد ثم عبر الطريق..و دخل المول التجاري الفخم ..


انتظرونا ...... سنعود بكرة ان شاء الله

أميرة محمود

هناك 4 تعليقات:

AHMED HOSNY يقول...

الحمد لله اللواد كان حيروح فى شربة ميه وعايز افهم ازاى الولد الرياضى ده يعزمه على عصير وهمة الاتنين ميعرفوش حتى اسماء بعض دى حاجة عجيبة المهم انه بعد كل ده يلاقى البنت والا لو انا مكانه حطب ساكت بعد كل ده

Amira Mahmoud يقول...

الرجل الرياضي عزمه على عصير عشان بس يهديه شويه دة الواد كان هيروح فيها

yousra يقول...

ana andy ahsas an yasmeen =yara

Amira Mahmoud يقول...

يا عينى على احساسك يا يسرا ..!!!!!
بس دة كان يروح فيها بجد
ربنا يستر