السبت، 7 يونيو 2008

الحلقه الثامنه

بعد مرور مزيد من الوقت.. ياسر بشيء من الاضطراب : وبعدين بقى.. أنا بدأت أقلق عليها ..

عادل بثقة : من إيه ؟؟

ياسر بتلقائية : من إنها تكون محبوسة ومش عارفه تيجي..

عادل بنوع من الدهاء: محبوسة فين ..ومع مين ؟؟

ياسر : محبوسة في البيت ..مع…..لكنه عاد فصمت في ضيق ولم يستطع الإجابة ..التي كانت ستصبح غير منطقية " محبوسة مع باباها ..و أخوها!!!!!"

عادل بثقة و أسلوب له معنى : أقول لك .. وفر قلقك ..لحد ما تيجي ..

لحظات من الصمت بينهما .. تنامى إلى مسامعهما خلالها صوت فتاة ..تتحدث في الموبايل ..تجلس على الطاولة المجاورة لهما مع شاب آخر..

الفتاه برقة شديدة :ألو.. أيوه يا بابا ..يا حبيبي..

أنا مع رانيا .. في السينما ..!!!

لأ ..يعني .. على عشرة و نص 11 كده ..

ما تقلقش يا حبيبي ..ما أنا معايا العربية ..

تصبح على خير يا حبيبي ..باي يا بابا.. علشان بأتكلم في وسط السينما .. الناس حتتضايق مني ..

و أغلقت الموبايل ..و ضحكت ببراءة شديدة كأن شيئاً لم يكن!!! و شاركها صديقها الضحك ..كأنهما حققا انتصاراً طيباً ..!!!

كان عادل يرمق عيني ياسر بتركيز شديد .. طوال المكالمة .. وما إن انتهت ..و ضحكت الفتاة ..و صديقها .. حتى رفع عادل صوته متعمداً .. بضحكة مشابهة لضحكتهما ..و عيناه صوب ياسر .. شعر ياسر أن ضحكة عادل أشد استفزازاً له من الفتاة و صديقها ..و خاطبه بنوع من الاحتداد : أنت بتضحك على إيه ؟؟؟

عادل بلهجة مميزة : أضحك فرحاً بانتصار الحب .. إيه !! أنت مش فرحان ..؟ ما …ما نفسكش إن حبيبتك .. تنتصر زيها كده ..علشان تيجي بسرعة ؟؟..ثم يردف بصوت منخفض هامس له وقع مميز على سامعه..: و تهرب من الحبسة اللي أنت قلقان عليها منها ..و تجي لك بقه ..؟؟

ارتفع صدر ياسر و هبط بصوره متلاحقة بشيء من الغضب المكتوم بصعوبة ..

ثم أمسك ..غضبه و تحامل على نفسه قائلاً بلهجة تشبه التحدي : اسمع ..أنا ما بلعبش بها زي ما أنت متخيل .. أنا بحبها ..وعايز أتجوزها ..

عادل بسرعة و جدية : متى ؟؟ …عايز تتجوزها امتى ؟؟

ياسر بهدوء : لما ..أكون نفسي ..

عادل : و حتستناك ؟؟؟

ياسر بثقة مفتعلة : أيوه ..آه ..أكيد حتستناني ..

عادل: وافرض ما حصلش ..

ياسر باندفاع : أنت ليه .. عايز تستفزني؟؟

عادل بنفس الهدوء : أنا بسألك سؤال منطقي جداً ..

عادل بثقة وود شديدين معاً : حتتعب ..صح ..؟؟

رفع ياسر بصره إليه بلا إجابة سوى نظرة من الضعف الشديد والخوف ..

زفر عادل زفرة عميقة و استند إلى الوراء ..كأنه قد انتهى من توصيل أمر ما ..

شرد ياسر لبضع ثوان في الاحتمال المخيف الذي سأله عنه عادل ماذا حقاً لو جاءها خاطب مناسب قبله ..ترى هل حقاً ستبقى في انتظاره ؟؟ لكن ليس هذا هو السؤال ..السؤال المخيف ماذا لو لم تفعل و قد تعلق قلبه بها لهذا الحد و هو لم يرها بعد ..و كيف سيصبح هذا التعلق بعد رؤيتها بالعين وإدراكها بباقي الحواس .. شعر بشيء من الإعياء من مجرد تصور الفكرة في رأسه .. قاطعه فجأة صوت موبايل عادل ..

نظر عادل إلى الرقم ثم نظر لياسر نظرة سريعة بدت عابرة .. ثم فتح الخط..!!

عادل : أيوه يا بابا ..

حاول خفض صوته نوعاً ما .. ثم تابع حديثه .. باهتمام إلى والده

عادل : آه ..

أيوه ..بس لسه ..

لأ لسه ما خلصتش الحكاية دي

شويه كده ..

لأ مش كثير إن شاء الله


لم يستطع عادل رغم تحدثه بنوع من الهمس أن يمنع بعض عباراته من أن تتطاير إلى أذني ياسر الذي ارتسمت على وجهه ملامح من التوجس الشديد ..و تضيقت عيناه في محاوله لاستيعاب الأمر ..

أنهى عادل مكالمته المريبة .. ليتنبه إلى نظرات ياسر .. ظل عادل صامتاً بعض الوقت .. و مركزاً عينيه في عيني ياسر .. الذي وجد نفسه لسبب لم يفهمه مطلقاً غير قادر على النظر فيهما ..بصورة غريبة .. فوجد نفسه يهرب منهما بعنف مشيحاً بوجهه إلى أحد مداخل الكافيتريا التي كان قد غفل عن متابعتها بعينيه لانشغاله بحواره الساخن مع عادل؛ لتقع عيناه على ..أخته المحجبة ..ياسمين !! تدخل من باب الكافيتريا و في يدها باقة كبيرة من الزهور الحمراء فقط.. وتدير عينيها في المكان ..كأنها تبحث عن شيء ما .. ثم تجلس بهدوء على أحد المقاعد واضعة الباقة أمامها ..دون أن تنتبه لوجوده بالمكان ..و تنظر في ساعتها ..كأنها تنتظر شخصاً ما.. تحول لون عيني ياسر إلى لون الدم ..في بحر ثانية ..وهب من مكانه واقفاً ..بانفعال ..مفزع .. لكنه قبل أن يتحرك من مكانه ..كان عادل قد نهض بسرعة .. و أمسكه بذراعه القوية التي أنقذت حياته من قبل .. بقوة شديدة ..وبلا كلام .. نظر ياسر إلى عادل بغضب شديد ..كأنما يأمره بتركه .. وهو يحاول جاهداً أن يتملص منه .. لكن ذراع عادل كانت الأقوى .. والذي ظل قابضاً على ذراع ياسر بقوة .. رافضاً أن يرسله إطلاقاً ..وهو ينظر إليه نظرة واثقة ..لم يفهم ياسر أي معنى أو تفسير لها ..

وقبل أن يتصرف ياسر أي تصرف عنيف .. ليتخلص من قبضة عادل ..و يتجه لهدفه، لكنه قبل أن يفعل تنبه إلى فتاه محجبة أخرى تقترب من ياسمين بسرعة حتى توقفت أمامها لثوان لتنهض ياسمين بعدها معانقة الفتاه بحب و وود شديدين تجذب الفتاه الكرسي جالسة إلى جوار ياسمين و هي تسألها إذا ما كانت قد تأخرت عليها فتهز أخته ياسمين رأسها بالنفي بلباقة وود !!

تنهد ياسر بقوة رهيبة كأن بركاناً كان في صدره على وشك الانفجار و انطفأ فجأة .. بينما خفف عادل من قوة القبضة تدريجياً على ذراع ياسر حتى أطلقه بالكلية .. ليسقط على كرسيه و قد ارتسمت على وجهه الوسيم ملامح من الإعياء النفسي الشديد و امتلأت عيناه بدموع شديدة الحرارة ..لم تعرف طريقها للخروج بعد .. بينما جلس عادل ببطء و هدوء منادياً الجارسون بسرعة و طلب منه إحضار كوب من عصير الليمون المثلج فوراً .. لحظات طويلة من الصمت مضت و عادل يرمق ياسر بإشفاق وود شديدين كأنه يشعر به تماماً .. تنهد عادل بعدها بهدوء ثم سأله بشيء من الود : دي ياسمين ..صح؟؟

نظر إليه ياسر نظره شديدة الضعف ..كتلك التي نظرها إليه عندما نجا من الموت قبل ساعة ..و لم يجب

هز عادل رأسه متفهماً .. بود شديد .. رفع بعدها رأسه إلى ياسر بنظرة غريبة غامضة .. لكنها شديدة الثقة .. ثم اقترب منه هامساً : احمد ربنا أن ياسمين ..مش هي صاحبة السمو


انتظروا غدا الحلقه الاخيــــرة

هناك تعليقان (2):

mazy يقول...

merci kteeer ya m3lm

Amira Mahmoud يقول...

thnxxx alot mazy