الاثنين، 2 يونيو 2008

الحلقه التانيه.....

خرج ياسر من مكتب الدكتور وهو ممسك نفسه من الغضب خوفاً من أن ينفجر في وجه الدكتور ..فيخسر مستقبله بالكلية .. و ما إن خرج حتى ألقى بحقيبته التي يحملها على ظهره على الأرض بعصبية.. تنبهت مروة زميلته المحجبة و المتفوقة جداً إلى الحالة التي هو عليها .. فتظاهرت أمام باقي زملائهما بالاستئذان منهم بابتسامة ..و لحقت به ..

مروه بود وأدب : في إيه؟ مالك يا ياسر ؟؟

ياسر بعصبية : راجل غريب ..

مروه بتساؤل و إشفاق : قطع لك اللوحة تاني برضه ..؟

ياسر بانفعال: أنا زهقت خلاص بفكر أغير التخصص كله علشان أخلص منه ..

مروه باندفاع : لأ..

نظر إليها باندهاش!!

عدلت وضع النظارة التي ترتديها بنوع من التظاهر بعدم الارتباك ثم واصلت حديثها : ده مستقبلك يا ياسر ..مش معقول تغير مستقبلك لمجرد خلاف بينك و بين دكتور المادة ..و بعدين أنت بتحب التخصص ده

و بعدين هو أنت فاكر أن الأقسام الثانية يعني حتلاقي فيها ملائكة ..ما أنت حتلاقي برضه نوعيات دكتور عادل ..

على العموم ..أنا مستعدة ..أقعد معك في المكتبة و أساعدك ..فيها .. و ممكن نراجع حسابات الرسم سوياً.. يمكن في غلط ..أنت بتقع فيه كل مرة من غير ما تنتبه ولا حاجة ..

ياسر بابتسامة بعد أن تخلص من انفعاله قليلاً : شكرا يا مروة..أنا ..أنا مش عارف أقول لك إيه ..أنا لو.. لي أخت معي في الدفعة مش حتعمل معي اللي بتعمليه ..

مطت مروة شفتيها بنوع من الاستياء الغامض ..ثم أردفت : طيب حتيجي أشرح لك دلوقتي ؟

يرفع حاجبيه بتفكر : لا ..أنا تعبان قوي .. وفي حاجة مهمة لازم أعملها دلوقتي .. مش عايزة مني حاجة ..؟

مروة بشجن غامض : شكراً ..

ياسر بابتسامة : طيب ..أشوفك يوم السبت بقه ..سلام ..

في غرفة ياسر ..بعد أن أغلق الباب ..

انخرط ياسر في كتابة ما حدث اليوم ليارا على الكومبيوتر ..و بعد أن قرأ بعض عبارات المواساة الرقيقة منها ..

ظل صامتاً لبرهة من الوقت ..ثم كتب لها :

"اسمعي بقه ..أنا لازم أشوفك ..أنا تعبت خلاص .. أنا عليّ ضغط من كل الاتجاهات ..وأنت الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي ..وأنا صابر من 4 شهور من يوم ما تعرفنا ..وأنت عماله ترفضي أي اتصال مباشر بيننا ..أو مقابله ..

بس المرة دي ..أنا مصمم ..جداً .. حشوفك يعني حشوفك ..أنت فاهمة "

كان الرد كالآتي :

" يا ياسر مش معقولة شغل العيال بتاعك ده ..قلت لك مئة مرة ما ينفعش تشوفني .. "

يضغط ياسر على مفاتيح لوحة المفاتيح الخاصة بالجهاز بعنف وهو يكتب بسرعة شديدة :

" اسمعي بقه ..أنا زهقت خلاص .. يعني إيه ما ينفعش أشوفك ..أنت فاكره نفسك بتلعبي..

ولا أنت عايزة تفضلي معلقاني ..بحبال دايبة كده علشان وقت ما تحبي تنسحبي ..لا ألقاك ثانية.. لا يا شاطرة أنا مش حستناكي أما تسيبيني .. والله العظيم لو ما قابلتيني .. ما حكلمك تاني أبداً ..

ظلت الفتاة صامتة لبعض الوقت دون أن تصله إجابة ..حتى كاد يجن جنونه ..إذ اعتقد أنها ربما تكون قد غضبت منه ..وهم بأن يسارع باسترضائها ..لكنه قبل أن يفعل ذلك جاءه الرد:

" أنا مش ح حاسبك على اللي قلته علشان عارفه أنك متنرفز ..وانك بتقول كده من حبك لي .. و علشان أثبت لك أني بحبك بجد ....

أنا حقابلك .. …. النهاردة على الساعة 6 بعد العصر كده ..في كافيتريا..ستار بكس ..اللي في سان ستافانو..

بس بشرط .. أنا مش ضامنة إني أقدر آتي في الميعاد اللي حددته لك بالضبط ..لأن ده حيتوقف على أن بابا يخرج للشغل بتاعه بعد الظهر بدري ..و أن أخويا الكبير كمان يخرج يسهر مع اصحابه زي العادة في نهاية الأسبوع ..وأول ما يخرجوا هما الاثنين ح أجيلك على طول .. فلو تأخرت شوية ..ابق استناني .. حتى لو تأخرت لساعة او اثنين .."

ليست هناك تعليقات: